هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن القادة يديرون الجهود الإبداعية فقط؛ بدلاً من أن يصبحوا مشاركين فاعلين في العملية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى عكس ذلك تماماً (فريدريك، مومفورد، فيسي، بيلر، ويوبانكس، 2010). يبدو أن القادة يلعبون دورًا حاسمًا في عملية حل المشكلات الإبداعية. ويمكن للمهارات القيادية التي يمتلكونها أن تؤثر بشكل كبير على جودة النتائج الابتكارية. وبالتالي، نظرًا لاعتماد المؤسسات بشكل متزايد على المنتجات والعمليات الجديدة لتغذية مستقبلها، فإن حل المشكلات الإبداعية يمثل مهارة قيادية بالغة الأهمية.
بالنسبة للقادة، تختلف عملية التفكير الإبداعي بالنسبة للقادة بشكل تسلسلي عن المساهمين الأفراد. وعلى وجه التحديد، يبدأ القادة الناجحون العملية من خلال التماس وتقييم أفكار الآخرين لحل مشكلة معينة. وكلما كانت المشكلة المراد حلها أكثر وضوحًا، كان من الأسهل على أعضاء الفريق إنتاج حلول محتملة وعلى القائد تقييم جودة تلك الحلول. وهكذا تصبح رؤية المشاكل وتوضيحها، سواء كان ذلك بشكل منفرد أو بالتعاون، التحدي الأول لمجموعة المهارات الإبداعية للقائد.
أما المهمة التقدمية الثانية فتتمثل في تحديد الحلول المحتملة التي سيتم تحليلها وتقييمها. وعادةً ما يؤدي تقييم الحلول المقترحة إلى إشعال التفكير الإبداعي للقائد ويبدأ في توليد أفكار إضافية، واكتشاف وجهات نظر بديلة، وإعادة تحديد المشكلة الأصلية. تحفز مشاركة بدائلهم وأفكارهم وإضافاتهم أعضاء الفريق على مواصلة توليد الحلول وتطويرها. في هذه المرحلة، يتم تقييم معايير الحل، والتنبؤ بنتائج الحلول المحتملة، ومراجعة الأفكار القديمة وطرح أفكار جديدة من قبل القادة والمساهمين بشكل جماعي.
ومع ظهور الحلول المحتملة والمحتملة على السطح، يصبح التحدي الثالث للقائد هو تحديد وتشجيع التأييد من قبل أصحاب المصلحة المتعددين داخل المؤسسة. ونتيجة لذلك، لا يقوم القائد بتقييم الآثار اللوجستية المحتملة لتنفيذ الحلول فحسب، بل يقوم أيضًا بتقييم الآثار الاجتماعية والسياسية أيضًا. وبالتالي، يحتاج القائد إلى أن يكون ماهرًا في تقييم الأفكار الإبداعية، بالإضافة إلى التنبؤ بالنتائج المتنوعة المرتبطة بمختلف مجالات المنظمة المشاركة في الابتكار.
ومع ذلك، تختلف مهارات القائد في حل المشاكل الإبداعية باختلاف نوع المشكلة التي يتم حلها. تكون المهارات التقييمية والحكمية مطلوبة بشدة إذا كانت المشكلة تتطلب ابتكارًا في العملية. أما عندما يكون الهدف من الحل هو ابتكار منتج، فإن مهارة القائد في وضع تعريفات واضحة للمشكلة وحلول عملية ستؤثر على النجاح النهائي للنتيجة المبتكرة.
ولكي تنمو المؤسسة وتزدهر، هناك حاجة مستمرة إلى منتجات جديدة وعمليات فعالة. فما نجح بالأمس ليس مضمونًا أن ينجح غدًا. فالقادة الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات الإبداعية لديهم القدرة على تحفيز الآخرين وتحديهم وإلهامهم لمواصلة متابعة المشكلات البارزة وابتكار حلول مبتكرة لتغذية النمو والنجاح التنظيمي في المستقبل.
مدوننا الضيف هو البروفيسور الدكتور بول شيمب، وهو متحدث محترف تديره وكالة سبوتو للمتحدثين. يدير الدكتور شيمب مختبرًا بحثيًا في جامعة جورجيا حيث أمضى أكثر من عقدين من الزمن في دراسة خصائص الخبرة والأداء البشري وتطورهما. وقد كرس بول حياته المهنية لمساعدة الناس على تحقيق كامل إمكاناتهم من خلال أبحاثه الحائزة على جوائز، واختبار ما يتطلبه تحقيق العظمة.
وهو مؤلف ستة كتب من بينها كتاب “5 خطوات إلى خبير: كيف تنتقل من مبتدئ في مجال الأعمال إلى مؤدٍّ من النخبة” الحائز على جوائز.