يشق الذكاء الاصطناعي طريقه ببطء وثبات إلى الصناعات في جميع أنحاء العالم، ولا يُستثنى من ذلك التدريب في الشركات. في سياق الأعمال الحالي، هناك الكثير من المنافسة والتركيز على البيئة الرقمية آخذ في الازدياد؛ وبالتالي، فإن التدريب والتطوير بمساعدة الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية. لا يتعلق الذكاء الاصطناعي بتحسين سير العمل فحسب، بل يتعلق أيضًا بكيفية اكتساب المعرفة وتعزيزها وتقدم الأشخاص في الشركة. يمكن تطبيقه في توفير حلول تعليمية مناسبة للمتعلم، وتحسين تقديم التعلم وتلبية احتياجات الموظفين.
إن مسألة عدم التخصيص هي تحدٍ آخر كان سمة من سمات التدريب في الشركات لفترة طويلة، حيث أن هذا الأخير كان يعني دائماً استخدام مناهج التدريب الجماعي التي تفترض أن يتم تدريب الموظفين وفقاً لبرامج محددة بغض النظر عن خبرات المتعلمين ونوع التعلم الذي يرغبون فيه. ويؤدي ذلك إلى حلول دون المستوى الأمثل، حيث يتم إثقال كاهل بعض الموظفين بالعمل، بينما يتم تزويد البعض الآخر بمواد سهلة الحل. يعالج الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة من خلال تقديم مسار تعليمي مختلف عن المتعلم، فالمحتوى المقدم ليس هو نفسه الذي يرغب به المتعلم والمسار الوظيفي للمتعلم. يساعد هذا التخصيص أيضًا في زيادة مستوى اهتمام الموظفين وكذلك فعالية البرامج التدريبية في تحقيق أهداف العمل.
إلى جانب ذلك، يتم أيضًا تقليل وقت التدريب عن طريق الذكاء الاصطناعي من خلال بعض المهام الكتابية بما في ذلك جدولة وتتبع التقدم المحرز وتقديم الملاحظات. وهذا يمكّن المدربين وممارسي الموارد البشرية من النظر في المزيد من الأعمال الاستراتيجية مثل تطوير وإنشاء تدخلات التعلم المعقدة وتقييم فعالية تدخلات التعلم. مع زيادة تطبيق تطبيق الذكاء الاصطناعي في التدريب، يتحسن الأداء والاستبقاء والنتائج التنظيمية. ذكر موقع LinkedIn Learning أن 94% من الموظفين قالوا إنهم على استعداد للعمل لفترة أطول في المؤسسة إذا وفرت المؤسسة احتياجاتهم التدريبية. كما يؤكد أيضًا على زيادة دمج الذكاء الاصطناعي في إنشاء حلول تعليمية فعالة تساعد المؤسسات في تدريب الموظفين والحفاظ على مشاركتهم.
وفقًا لتقرير صادر عن LinkedIn Learning، يقول 94% من الموظفين أنهم سيبقون في الشركة لفترة أطول إذا استثمرت في تعلمهم وتطويرهم. يسلط التقرير الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء تجارب تعليمية مخصصة تعزز الاحتفاظ بالموظفين ورضاهم.
ويتمثل التأثير الكبير للذكاء الاصطناعي في التدريب المؤسسي في أنه قد يخلق مسارات تعليمية مخصصة. تميل المواد المستخدمة في التدريب التقليدي إلى أن يتم تقديمها بطريقة موحدة، وهو أمر غير مناسب للقوى العاملة الحديثة. يتم استخدام هذه المعلومات من مصادر أخرى مثل بيانات الأداء وأسلوب التعلم والأهداف المهنية لتغذية خوارزميات التعلم الآلي لتوليد معلومات التدريب ذات الصلة.
على سبيل المثال، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يستنتج إنتاجية الموظف والمجالات التي تحتاج إلى معالجة بناءً على السجلات والملاحظات. ومن هذا المنطلق، يمكن للنظام أن يوصي بدورات أو وحدات ذكاء اصطناعي محددة تمكّن الموظف من تقوية مجالات ضعفه وفي الوقت نفسه تنشيط مجالات القوة. وهذا يجعل هذا النهج فعّالاً لأنه يضمن تدريب الموظفين على الجوانب المفيدة لهم في مجال عملهم ومن ثم استعدادهم للتعلم.
علاوة على ذلك، يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تغيير محتوى التدريب بناءً على أداء المتعلم في دورة الذكاء الاصطناعي. فإذا كان الموظف يعاني من صعوبة في فهم مفهوم معين، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي اقتراح مواد أخرى مثل الدروس التعليمية أو الأسئلة التدريبية للموظف. من ناحية أخرى، إذا استطاع الموظف إثبات إتقانه لمستوى معين من المحتوى، فيمكن للنظام ترقيته بسهولة إلى المستوى التالي من المحتوى. ويساعد هذا التكيف الديناميكي في منع حدوث حالة يشعر فيها الموظفون بالملل من المواد التدريبية أو الإرهاق منها، مما يؤثر إيجابًا على عملية التعلم.
وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة ماكنزي آند كومباني أن 70% من الشركات التي طبقت الذكاء الاصطناعي في مجال عمل واحد على الأقل أفادت بزيادة إنتاجية الموظفين بنسبة 20% أو أكثر. ويُعد تأثير الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام الروتينية في التدريب المؤسسي مساهماً رئيسياً في زيادة الإنتاجية هذه.
يؤثر الذكاء الاصطناعي أيضًا على إدارة التدريب المؤسسي حيث يمكن أتمتة عدد من المهام مثل الجدولة والتتبع وإعداد التقارير. هذه الأتمتة ليست مفيدة فقط للموارد البشرية والمتخصصين في التدريب، ولكنها تزيد أيضاً من كفاءة التدريب.
على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الجدولة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في جدولة الدورات التدريبية بناءً على اختيار الموظفين وتفضيلاتهم الزمنية؛ وبالتالي، يتم تنفيذ البرامج التدريبية في الوقت المناسب. كما يمكن لهذه الأدوات أيضًا إبلاغ المشاركين بموعد الجلسات التدريبية المحددة، مما يساعد في منع حالات تفويت الجلسات. أيضًا، يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة أداء الموظفين في الوحدات التدريبية وتقديم التغذية الراجعة على الفور حتى يتمكن المتعلمون من تعديلها.
إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في التحليلات مهم جدًا في تتبع فعالية التدخلات التدريبية. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تحليل أداء الموظفين قبل التدريب وبعده وتقييم كفاءة البرنامج التدريبي. يساعد هذا النهج المؤسسات على تعديل برامجها التدريبية من وقت لآخر من أجل تلبية احتياجات المؤسسة.
وتتمثل فائدة الذكاء الاصطناعي في التدريب المؤسسي في أنه يمكن أن يعطي تغذية راجعة وتقييم للمتدربين بمجرد انتهاء التدريب. يتضمن كل من مناهج التدريب التقليدية استخدام اختبار أو اختبار بعد التدريب للتحقق من مستوى الفهم لدى الموظفين. ومع ذلك، لن يكون هذا النهج مفيدًا جدًا في إعطاء صورة شاملة عن أداء الموظف أو متطلبات التدريب.
وبهذه الطريقة، ستكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم تغذية راجعة في أي مرحلة من مراحل التدريب، والتي بدورها ستسمح للموظفين باستبعاد الأخطاء وتعزيز معرفتهم. على سبيل المثال، يمكن لتطبيق التدريب القائم على الذكاء الاصطناعي النظر في أداء الموظف في مجموعة من السيناريوهات أو المهام واقتراح المجالات التي تحتاج إلى تحسين. تساعد حلقة التغذية الراجعة الفورية هذه الموظفين بمعنى أنهم دائمًا على المسار الصحيح وفي نفس الوقت التأكد من فهمهم لما يتم تدريسه.
وعلاوة على ذلك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، من الممكن تتبع عملية التعلم للموظف وتقديم تاريخ العملية. كما يسمح هذا التقييم طويل المدى للمؤسسات بتحديد الموظف الأكثر فاعلية وإحالته إلى مناصب رسمية أعلى في المؤسسة. كما أنه يساعد في تحديد المجالات التي تتطلب مزيدًا من التدريب من أجل الحصول على قوة عاملة كفؤة قادرة على تلبية متطلبات المؤسسة الديناميكية.
تتوقع شركة Gartner أنه بحلول عام 2025، ستستخدم 75% من المؤسسات أدوات التعلم والتطوير القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز برامجها التدريبية، وهي زيادة كبيرة عن معدل التبني الذي لوحظ في عام 2020 والبالغ 15%.
كما أن التدريب الرقمي وعمليات المحاكاة القائمة على الذكاء الاصطناعي آخذة في الارتفاع في التدريب المؤسسي لأنها عملية. وعلى العكس من ذلك، فإن التدريب وجهاً لوجه الذي يشيع استخدامه في عملية التدريب هو في الأساس نقل للمعلومات، أما التدريب الافتراضي فيمكن الموظفين من تطبيق المعرفة المكتسبة عملياً في بيئة افتراضية.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكي الإعدادات الفعلية مثل شركات التصنيع أو مركز الاتصال حيث يمكن للمتعلمين صقل مهاراتهم دون أي وسيلة ممكنة لارتكاب أخطاء مكلفة. يمكن جعل هذه المحاكاة قريبة قدر الإمكان من المؤسسة والمهام التي من المحتمل أن يواجهها الموظفون في بيئة عملهم.
أيضًا، حيث يمكن إجراء التدريب عبر الإنترنت، ونتيجة لذلك، يمكن تدريب الموظفين من عدة مناطق ويعملون في أوقات مختلفة. هذه المرونة مفيدة بشكل خاص في العالم المعاصر حيث يمكن أن يتواجد الموظفون في مناطق مختلفة. وبالتالي، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكن تدريب جميع الموظفين بفعالية بغض النظر عن موقعهم حيث سيتم تزويدهم بالتدريب عن بُعد.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تدريب الشركات هو أنه يمكن أن يخلق تدريبًا جيدًا وجذابًا. تتضمن بعض طرق التدريب التقليدية غير الممتعة للموظفين إلقاء المحاضرات أو استخدام الشرائح. من ناحية أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إنشاء محتوى ممتع ومسلٍ مثل الاختبارات القصيرة والألعاب والمحاكاة.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تطبيق الذكاء الاصطناعي في حلول التعلّم إلى تحويل التدريب على دورات الذكاء الاصطناعي إلى ألعاب يحصل فيها المتعلمون على نقاط أو شارات لإكمال المهام أو لإثبات الكفاءة. هذا النهج في التعلم لا يجعله ممتعًا فحسب، بل يجعل الموظفين يشاركون في عملية التدريب. إلى جانب ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تتبع أداء الموظفين الذين يشاركون في هذه الألعاب ومن ثم مكافأتهم أو حتى تقديم مكافآت على أدائهم مما يشجعهم.
من بين جميع أنشطة التعلم، لوحظ أن أنشطة التعلم التفاعلية هي الأكثر فعالية في زيادة اكتساب المعرفة وتطبيقها. وذلك لأنه عندما يشارك الموظفون في عملية التعلم، سيكونون دائمًا في وضع يسمح لهم بتطبيق ما تعلموه في مكان العمل. وهذا يؤدي إلى كفاءة وفعالية العمل المنجز حيث يمكن للمؤسسة الاحتفاظ بمواردها البشرية.
يعتبر الذكاء الاصطناعي وثيق الصلة بمجال التدريب المؤسسي لأنه يؤثر على كيفية تعلم الموظفين للمعلومات والمهارات الجديدة. فيما يلي الطرق التي يعزز الذكاء الاصطناعي من خلالها التدريب؛ يمكن للمتعلمين التنقل بسهولة من خلال المحتوى، ويقلل الذكاء الاصطناعي من الأعمال الورقية، وتكون التغذية الراجعة فورية، ويكون التعلم أكثر جاذبية.
ومع ذلك، تأتي بعض المخاوف الأخلاقية والتقنية واللوجستية مع استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريب المؤسسي. يجب حل هذه المشكلات إلى أقصى حد ممكن داخل المؤسسات لتمكين أفضل استخدام للذكاء الاصطناعي في حلول التدريب.
بالنسبة لأي منظمة ترغب في التواجد في العالم الحالي، يجب أن تتبنى الذكاء الاصطناعي في التدريب. إذا أرادت المؤسسات أن تكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي في عملياتها، فيجب أن يكون موظفوها مستعدين لاستخدام هذه التكنولوجيا.
إن دورة الذكاء الاصطناعي التي نقدمها في سبوتو واسعة النطاق وستزود فريقك بالمعرفة والأدوات المناسبة اللازمة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في تدريب الشركات وغيرها. يتم تخصيص دورات الذكاء الاصطناعي لتناسب احتياجات مؤسستك، وبهذه الطريقة سيتم تدريب موظفيك في المجالات التي ستفيدهم في مكان العمل.
هذه هي فرصتك للدخول في شراكة مع “سبوتو” لتكون في طليعة مجال عملك مع حلول الذكاء الاصطناعي. تحدث إلى فريقنا اليوم!
سبوتو هي شركة معترف بها عالمياً تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الاحترافية المصممة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم. نحن متخصصون في التدريب التقني والتدريب على الأعمال، وتطوير تكنولوجيا المعلومات وحلول البرمجيات، وخدمات اللغات الأجنبية، والتعلم الرقمي، وتوفير الموارد والتوظيف، والاستشارات. يتجلى التزامنا الثابت بالتميز من خلال شهادات الأيزو 9001 و27001 وCMMIDEV/3، التي تؤكد على معاييرنا الاستثنائية. وبفضل سجلنا الحافل بالنجاحات الذي يمتد لأكثر من عقدين من الزمن، فقد قدمنا خدماتنا بفعالية لأكثر من 4000 مؤسسة في جميع أنحاء العالم.
