مع استمرار شعبية معهد إدارة المشاريع “أجايل” في النمو، اعتقدت أنه سيكون من الممتع أن أتناول بعض مصطلحات “أجايل”. سأبدأ بـ “التواصل الرشيق”.
أولًا نقطة بسيطة حول المفردات: التواصل صعب بما فيه الكفاية بمفرده، لكنني أعتقد أن المصطلح يجب أن يكون “الاتصالات التناضحية” لأنه في الانتشار، تتحرك الجسيمات بشكل عشوائي من مناطق ذات تركيز أعلى إلى مناطق ذات تركيز أقل. أما في التناضح، فقد تتحرك الجسيمات من مناطق ذات تركيز أقل إلى مناطق ذات تركيز أعلى بمساعدة غشاء شبه نافذ.
يفسر الانتشار سبب ملوحة المحيط بأكمله. ويفسر التناضح سبب احتفاظك بالماء عند تناول الملح. ربما يكون التواصل الأسموزي هو المصطلح المفضل إذا كان الغشاء شبه النافذ هو جمجمتك. ومع ذلك، دعنا نتحدث عن التواصل الأسموزي (ويمكنك التفكير في الانتشار إذا كان ذلك يساعدك على فهمه).
لنفترض أن أحد المستخدمين اكتشف مشكلة في ميزة قيد التطوير وقرر التواصل مع أحد المبرمجين لمناقشتها. في بيئة تقليدية منعزلة، سيبحث المستخدم عن مدير المشروع، وسيقوم مدير المشروع بعد ذلك بتحديد المبرمج المناسب وعرض المشكلة عليه. تكمن المشكلة في أن بقية أعضاء الفريق قد لا يعلمون على الأرجح بالمشكلة والآثار المترتبة عليها وخطة تصحيحها. قد يتم إبلاغهم في اجتماع مستقبلي، ولكن من المحتمل أن تتدفق المعلومات على أساس الحاجة إلى المعرفة. ففي النهاية مساعدتهم على التركيز أمر جيد – أليس كذلك؟
ولكن في بيئة رشيقة قد يبدو هذا الأمر مختلفًا تمامًا. قد يتواصل المستخدم مع فريق البرنامج مباشرةً، ويدخل إلى غرفة العمليات خلال الساعات المخصصة لهذا النوع من الأمور. يمكن للمستخدم بعد ذلك أن يحدد بسرعة المبرمج الأكثر معرفة بهذه الميزة ويمكنه مناقشة كيفية تصحيحها. يكمن الجمال الحقيقي في هذا الأمر في أن بقية أعضاء الفريق يمكنهم الاستماع إلى المناقشة بشكل سلبي (أو ضبطها). قد يجدون أن المشكلة تتطلب حقًا إصلاحًا أوسع نطاقًا، أو قد يكون لديهم بالفعل شيء يعالجها. فهم على اطلاع ويمكنهم المشاركة دون الحاجة إلى قضاء وقت طويل في التوثيق أو الاجتماعات أو التحديثات الرسمية. من خلال وجود الفريق في موقع مشترك ومن خلال وجود جميع الاتصالات في مكان مفتوح، تظهر مشاركة ووعي أكبر بشكل عام.
لقد مررتُ بموقف قبل بضع سنوات أوضح قوة الاتصالات التناضحية. فقد جاءني أحد المستخدمين بمشكلة؛ حيث كان مؤشر Windows يومض بشكل غامض من ساعة رملية إلى سهم أثناء المعالجة. افترضنا أنا والمستخدم أن السبب في ذلك هو وحدة نمطية كنت قد كتبتها في الأسبوع السابق، ولكن قبل أن أقول كلمة واحدة، قال مبرمج آخر كان معي في الغرفة “أنا السبب. سأقوم بإصلاحه في وقت لاحق اليوم.” لم ينظر حتى من شاشته، لكنه وفّر عليّ ساعات من محاولة تتبع الكود وتعقب المشكلة.
التواصل هو شريان الحياة لأي مشروع رشيق ناجح، والاتصالات التناضحية تجعل الفريق بأكمله يحافظ على مستوى مفيد من الوعي بالمشاكل والتطورات بأقل قدر من النفقات العامة والرسمية.